خلّفت الحالة المدارية لإعصار تيج، التي بدأت في الانحسار، أمس الثلاثاء، في محافظة المهرة شرقي اليمن، أكثر من 1300 أسرة نازحة وحالتي وفاة، علاوة عن خسائر مادية جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة.
واجتاح الإعصار المهرة فجر الإثنين بعد أن تجاوز بتأثيره محافظة أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وبلغ ذروة حالته المدارية مساء الإثنين-الثلاثاء، من خلال هطول الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح عاتية وسيول شديدة في المناطق المنخفضة بالمحافظة المحادة لسلطنة عُمان.
وذكر تقرير حكومي أولي أنه تم “تسجيل حالتي وفاة، وإصابة 150 آخرين، وأضرار كبيرة في البُنى التحتية، والممتلكات الخاصة والعامة، ونزوح نحو 10 آلاف شخص في مديريتي الغيضة، وحصوين الأشد تضررًا (بين مديريات المهرة المتأثرة) من الإعصار”، فيما لم ترد مؤشرات دقيقة عن أعداد المفقودين في جميع المديريات التي تأثرت بالحالة المدارية.
وسجّل تقرير عن وحدة إدارة مخيمات النازحين بالمهرة؛ الثلاثاء، نزوح 1352 أسرة نتيجة تأثيرات الإعصار، وإقامة 45 مركز إيواء.
وزار رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الثلاثاء، بعض المناطق المتضررة من الإعصار في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.
وكان بيان لفرع جمعية الهلال الأحمر اليمنيّ في المحافظة أعلن، مساء الإثنين، عجز فرق الطوارئ والسيارات التابعة له عن الوصول للمتضررين في مدينة الغيضة وباقي المديريات، بسبب الأمطار الشديدة والسيول والرياح العاتبة.
ويؤشر مضمون البيان للوضع الإنساني الناجم عن الإعصار، الذي يشمل بتأثيره ثلاث محافظات يمنية، منذ الأحد. وقال البيان: “يؤسفنا نحن في الهلال الأحمر اليمني فرع المهرة، أن نبلغكم أن فرق الطوارئ والسيارات التابعة لنا أصبحت غير قادرة على الوصول للمتضررين من إعصار تيج في مديرية الغيضة، خاصة العبري وحافة السادة وكلشات، وكذلك باقي المديريات”. وأضاف: “من اللحظة الحالية (مساء الإثنين)، فرقنا وسياراتنا أصبحت عاجزة بسبب الأمطار الغزيرة والسيول الكبيرة التي تجري الآن في أغلب الشوارع إضافة إلى الرياح الشديدة”.
ووفق مصادر محلية؛ فالوضع تجلى مأساوياً غداة أشد ساعات تأثير الإعصار (مساء الإثنين الثلاثاء)، وبخاصة في مديرية حصوية ومدينة الغيضة، لاسيما على صعيد النزوح والأضرار المادية، وسط تقارير تتحدث عن تضرر أكثر من 60 ٪ من أسر مدينة الغيضة وحدها.
وانحسرت الحالة المدارية للإعصار هناك منذ صباح الثلاثاء، مسجلة تراجعًا في هطول الأمطار وهبوب الرياح. وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، مشهداً كارثياً جراء فداحة الأضرار التي خلفتها الحالة المدارية، وتجلت بوضوح في تهدم وتشقق عديد من المنازل والطرقات وتضرر أعمدة الكهرباء والاتصالات وجرف الأراضي الزراعية والسيارات وغيرها من مظاهر الخسائر، التي لحقت بالمديريات الساحلية.
في السياق، وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، خلال لقائه بمحافظ المهرة محمد علي ياسر، “بحصر الأضرار والخسائر في الممتلكات العامة والخاصة والحيازات الزراعية وتوفير الرعاية والحماية اللازمة للمواطنين الذين تم إخلاؤهم إلى مراكز الإيواء المؤقتة في عدد من مديريات المحافظة”، وفق وكالة الأنباء الحكومية.
وفي بيان له أمس الثلاثاء، أشار مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت، “وفق آخر بيانات التنبؤات العددية الصادرة عن المركز وتحاليل خرائط الطقس السطحية، إلى تراجع مستوى الإعصار المداري “تيج” إلى (عاصفة مدارية) خلال ساعات فجر هذا اليوم”، متوقعاً “تراجعه إلى (منخفض جوي) مع انحسار تدريجي وكلي خلال 48 ساعة القادمة في المناطق الشرقية لمحافظة حضرموت”.
كما توقع “أن تبدأ التأثيرات غير المباشرة محدودة التأثير بتدفقات للسحب الركامية يرافقها هطول أمطار متفاوتة ومتفرقة على أجزاء من مديريات شرق محافظة حضرموت والشريط الساحلي الجنوبي وقبالة مياه اليمن الإقليمية بمحافظة حضرموت من مساء الثلاثاء إلى مساء الأربعاء”.