هل يعقلها الإنتقالي وينقذ القضية الجنوبية من موتها السريري؟!

السخرية التي تسود الشارع الجنوبي اليوم وتتسع بين أوساط الناس بحالة من الامتعاض والتندر الساخط بشكل لا سابق له، تجاه خطاب الانتقالي بقرب استعادة استقلال الدولة الجنوبية - في ظل واقع تبعيته العمياء للخارج وارتهانه المطلق للممول وتشبثه الصادم بمناصب ومصالح وامتيازات شراكته العبثية بمجلس القيادة الرئاسي وحكومة الشرعية العابثة بموارد بلده على حساب معاناة شعبه الجنوبي المطحون بمختلف الازمات الخدمية والمعيشية غيرالمسبوقة طيلة تاريخه
 - تعد مؤشرات سياسية خطيرة عن مدى اليأس وحجم الاحباط الذي وصل اليه الكثير من الشعب الجنوبي اليوم بسبب السياسات العقيمة والشراكات الاحتوائية والتحالفات التبعية للمجلس الانتقالي الجنوبي المتهم اليوم بحرف بوصلة النضال الجنوبي وطعن القضية الجنوبية وافراغها من محتواها الوطني، بعد تعثره باتمام خطواته المقدرة تجاه توحيد بعض قوى ومكونات الحراك الجنوبي وجمعها على ميثاق وطني جنوبي يفترض أن له مابعده وليس العودة للدوران في الحلقة المفرغة ومواصلة الاستقطابات لمكونات اسمية وصناعة أخرى وتصوير ذلك بأنها إنجازات سياسية خارقة وخطوات وطنية جبارة في طريق الانتصار للدولة الجنوبية وتتويج تضحيات ونضالات الشعب الجنوبي بإعلان دولته المستقلة، بينما الحقيقة المرة تقول أن قضيته الوطنية تعرضت لاغتيال سياسي هو الأخطر منذ انطلاق ثورة الحراك الجنوبي السلمي عام ٢٠٠٧م، بشهادة واقع حال الشعب الجنوبي المدمر على كل المستويات واتساع حالة التململ الشعبي والسخرية السائدة اليوم لدى الشارع تجاه كل من يحاول ان يطمئنهم بأن الجنوب في طريقه نحو دولته اويسعى لرفع معنوياتهم ورفع روح الحماس الوطني لديهم بأن ما يجري لهم اليوم من تعذيب خدماتي ممنهج، هي مخاضات وضريبة لا بد من دفعها، من أجل بلوغ الهدف الوطني الأسمى لميلاد الجنوب الحر المستقل وليس الجنوب المستغل او القاتم والغادم وغيرها من التعبيرات الساخرة باتساع بين أوساط الشارع الجنوبي اليوم، تعبيرا عن حالة يأس واحباط غير مسبوقة مسيطرة على قناعات الشعب الذي كان بالأمس يرفع علم الجنوب وشعاراته في وجه القوات العسكرية للنظام العفاشي البائد ويواجه بصدور عارية وبكل أنفه وارادة وطنية لا تضعف اوتلين، كل الآت الموت والقمع بالرصاص والمدرعات،دون أن تهز له شعره من المعنويات الحديدية التي تبخرت اليوم لدى الكثير وبشكل مخيف يستوجب على الانتقالي ان يوجه نشاط كل دوائره وناشطيه ومراكزه البحثية والعلمية لدراسات أسبابها كونها تمثل فاجعة وطنية كبرى تدق ناقوس خطر حقيقي محدق بقضيتنا الجنوبية ومصير الالتفاف الشعبي الجنوبي تجاه المشروع الوطني الجامع لاستعادة استقلال الدولة الجنوبية التي يكاد الشارع الجنوبي ان يجمع على أنها باتت اليوم في حالة موت سريري يخشى وفاتها نهائيا بأي وقت، طالما بقي الانتقالي وشخوصه المتسابقين على المناصب والامتيازات والرواتب، يسيرون على هذه الطريقة الكارثية على مصير الجنوب ومستقبل قضيته ومشروعه الوطني
وختاما..
 لا بأس أن تعتبروني خائنا محرضا عميلا، او ماشئتم من تهم واوصاف، لكن بشرط أن تقرأوا جيدا ماقلته لكم هنا من قلب وطني صادق متجرد من اي مصالح او مطامع معكم او مع غيركم، وإن تجربوا استطلاع الشارع الجنوبي اليوم وإجراء دراسات وبحوث علمية واستطلاعات رأي ميدانية حقيقية، حول مدى ثقته فيكم كمجلس انتقالي او رضاه عنكم كحامل سياسي للقضية الجنوبية
وحينها ستجدوني جاهز لأي محاكمة او عقوبة كانت، اذا وجدتم خلاف ما قلته لكم من باب التعبير عن الرأي على الاقل، اذا كان ليس بالامكان أخذها من باب "الدين النصيحة" و"الجنوب لكل وبكل أبنائه"، كما قلتم لنا في شعارات سابقة.
والسلام على كل من يقرأ بعقله وذهنه وليس بروح التخوين والأحكام المسبقة على الآخرين ممن يصرون على ضرورة ان يكسر الانتقالي كل الحسابات الإقليمية التقييدية له، وان يجرد قادته ومسؤولية من كل المصالح الشخصية والمكاسب الذاتية حتى لا يبقى هناك مثل هذا التسابق الكارثي عليها ويصبح النضال الوطني كله خالصا لأجل الجنوب وقضيته ودولته ولا تذهب تضحيات شهدائه وجرحاه الميامين في مهب الريح ومستنقع المحاصصات او تبتلعها تقاطع المصالح الإقليمية والدولية.
فهل يعقلها الإنتقالي وينقذ القضية الجنوبية من موتها السريري؟!